ايمن شليح Admin
الدولة : عدد المساهمات : 947 تاريخ التسجيل : 01/11/2009
| موضوع: عبدالناصر.. والأطباء الأربعة الخميس 18 فبراير 2010, 12:47 am | |
| دالناصر.. والأطباء الأربعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر *بقلم :د. الصاوي حبيب"الطبيب الخاص لعبد العناصر"
عندما تقرأ ما كتبه أربعة أطباء عن عبدالناصر وتجد فيه اختلافا فمن تصدق؟!. ثلاثة من هؤلاء الأطباء شخصيات عامة تحظي بشهرة واسعة.
واثنان منهما هجرا الطب وأصبحا كاتبين وأديبين مرموقين لابد من أن تكون هناك معايير أساسية للحكم علي ما كتبه كل منهم أو نقل عنه.فالمعيار الأول هو.. هل قام الطبيب بالكشف عليه؟ والمعيار الثاني هل كتب الطبيب أخبارا عن قرب أم آراء عن بعد والأخبار هي الأقرب للحقيقة؟ والمعيار الثالث هل توجد عوامل ذاتية كأن يكون الطبيب قد أضير في عهده فيكتب ما يسيء إليه؟. والجدير بالذكر أن كلا من هؤلاء الثلاثة كاتب مرموق يقرأ له الجميع وقد يكون ما كتبه كل منهم مجرد رأي بعيد عن الحقيقة يتقبله الناس ولكن هناك دائما شاهد عيان يعرف الحقيقة وعليه واجب أن يسجل ما يعرفه للحقيقة والتاريخ.الطبيب الأول هو الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة كبير أطباء النفس والعقل في مصر.. ذكر في حوار صحفي في جريدة الفجر في2008/8/4 عدد164 أن عبدالناصر كان مريضا بالاكتئاب ولا يمكن قبول هذا التشخيص عن بعد لمجرد حدوث هزيمة67 لأن كل إنسان معرض للشعور بالحزن والاكتئاب لكن التشخيص يقتصر علي الأفراد الذين يشعرون بالحزن مع جمود الإحساس واللامبالاة الذي يؤثر علي حياتهم فيفقدون الاهتمام والارتياح لأي عمل ويشعرون بانعدام النشاط والكسل والتعب بدون مجهود والبطء في أداء الأعمال وردود الفعل, ويشعرون أيضا بالدونية وعدم الاستحقاق كما يجدون صعوبة في التفكير والتركيز ويفقدون القدرة علي الحسم ولا يمكن قبول هذا التشخيص عن شخص كان يعمل نحو18 ساعة يوميا وإذا اخترنا عينتين من نشاطه خلال عام67 بعد الهزيمة وعام70 عام الوفاة نجد ما يلي:في أكتوبر1967 رأس مجلس الوزراء خمس مرات وأصدر أمرا للقوات البحرية بإغراق المدمرة إيلات وحضر الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في مسجد السيدة زينب وأجري مقابلات مع26 شخصية أجنبية.في فبراير1970 حضر اجتماع مجلس الوزراء ورأس اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي وألقي خطابا أمام مؤتمر البرلمانيين الدوليين, وحضر اجتماعات مؤتمر دول المواجهة في مصر واستقبل ياسر عرفات وجعفر نميري, ومعمر القذافي, وأجري معهم مباحثات وأدي صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وأدلي بحديث تليفزيوني لصحفيين أمريكيين وأجري16 مقابلة مع وزراء وسفراء من الخارج, وأدلي بحديث لصحفي أجنبي وأدي صلاة عيد الأضحي بمسجد الحسين وسافر في رحلة غير معلنة للاتحاد السوفيتي من أجل الحصول علي صواريخ أرض ـ جو.وهذان الشهران مجرد عينة وجميع الشهور تحوي نشاطا مماثلا وفيها ما يكفي ليؤكد أن عبدالناصر كان أبعد ما يكون عن الاكتئاب.ولا يقف الأمر عند هذا الحد لكن الدكتور عكاشة ذكر أيضا أن شقيقه الدكتور ثروت الذي كان مقربا من عبدالناصر عرض عليه أن يقوم شقيقه الدكتور أحمد بالكشف عليه بعد هزيمة يونيو1967 التي سببت له كثيرا من الحزن لكنه رفض وفيما بعد قابل الدكتور أحمد عكاشة طبيبا أجنبيا في مؤتمر في الخارج ذكر له أنه قام بالكشف علي عبدالناصر في القاهرة ومعني هذا أن عبدالناصر رفض أن يكشف عليه الدكتور أحمد عكاشة المصري واستدعي الطبيب الأجنبي من الخارج للكشف عليه والحقيقة أن الطبيب الأجنبي المقصود هو الدكتور جرستينبراند الذي قام بالكشف علي عبدالناصر في1968/3/19 وعاود زيارته ي1968/7/1 وكان ذلك بناء علي اقتراح سفير مصر في النمسا وهذا الطبيب كشف علي عبدالناصر بسبب الآلام الشديدة التي كان يعانيها أسفل الظهر وأعلي الساقين بسبب التهاب الأعصاب من مضاعفات مرض السكر وأوصي بالعلاج الطبيعي والفيتامينات وضرورة الحصول علي إجازات كافية, وكتب تقريرا بذلك ولا توجد فيه كلمة واحدة عن الحالة النفسية لعبدالناصر وهذا الطبيب قام أيضا بالكشف علي السيد حسين الشافعي نائب الرئيس في ذلك الوقت من أجل صداع نصفي, وكشف أيضا علي حرم كبير الياوران بسبب مماثل, ويوجد تقريران بذلك والذي قام به هذا الطبيب هو نفس ما قام به الدكتور يحيي طاهر من جامعة القاهرة, والدكتور رفسوم النرويجي في9 أبريل1968 وهم أساتذة أعصاب ولم يذكر أي منهم شيئا عن حالته النفسية التي كانت طبيعية تماما.الطبيب الثاني هو الكاتب والأديب مصطفي محمود.. صاحب برنامج العلم والإيمان, وهو أديب هجر الطب, وإن كان قد ذكر في مذكراته التي نشرت بعد وفاته في جريدة المصري اليوم في العدد الصادر في2009/12/24 أن عبدالناصر كان مجنونا بالعظمة, ومجنونا بذاته ولو كان عبدالناصر كذلك لسمي السد العالي باسمه وإذا كان الفعل دليل العقل فهل كان بناء السد العالي وتأميم قناة السويس من أعمال العظمة أم من أعمال الجنون؟وذكر الدكتور مصطفي محمود أنه كان مريضا بالسكر البرونزي والحقيقة أن عبدالناصر كان مريضا بالسكر العادي الذي يصيب الكبار نتيجة عدم قدرة خلايا الجسم علي الانتفاع بالأنسولين علي الرغم من وجوده وأثبتت التحاليل التي أجريت في مصر وألمانيا ذلك. وذكر الدكتور مصطفي محمود أن سبب وفاة عبدالناصر خطأ الطبيب في التشخيص وأن ما حدث كان غيبوبة نقص السكر وأضاف كأنه يكتب قصة بوليسية أو خيالا علميا أن هذا ربما يكون خطأ مقصودا من طبيبه والحقيقة أن عبدالناصر لم يصب بنقص السكر فقد تناول كوب عصير فعلا كان معتادا أن يتناوله عند شعوره بالتعب فضلا عن أنه لم تحدث له غيبوب بالإضافة إلي أن اثنين من أكبر أطباء مصر باطنة وقلب كانا موجودين إلي جانب طبيبه الخاص.والحقيقة أنه توفي بأزمة قلبية حدثت للمرة الثانية وكانت السبب في وفاته وفي الحقيقة أن هناك عوامل ذاتية لدي الدكتور مصطفي محمود تفسر كراهيته لعبدالناصر فقد منع من الكتابة ودخل السجن في عهده والحقيقة أن ما ذكره عن جنون العظمة والسكر البرونزي والغيبوبة هي آراء وأخبار غير حقيقية وخيال غير علمي. الطبيب الثالث هو الدكتور يوسف إدريس, في لقاء مع الدكتور يوسف إدريس بعد وفاة عبدالناصر بفترة طويلة أخبرني أن عبدالناصر كان مريضا بالبارانويا وهي نوع من عدم الثقة الزائد والشك في الآخرين, وفي دوافع من حوله وهو يتوقع خيانة الأصدقاء, وقد تنقلب العلاقة من مودة حميمة إلي عداوة شديدة والمريض يشك في وجود تهديدات وأخطار حوله ويعتقد في وجود مؤامرات تحاك ضده لما يتوهمه من أنه شخص في غاية الأهمية ويشعر بالعظمة لذلك فهو موضع حقد وعداوة من حوله.وفي الحقيقة لقد شعرت بالدهشة لما سمعته لأنه كان يتحدث عن شخص يعرفه عن بعد لشخص يعرفه عن قرب, ويبدو واضحا لكل من يقرأ قصص يوسف إدريس أنها تغوص في أعماق النفس البشرية ولعل هذا سبب نجاحه ككاتب قصة كما يبدو أيضا أنه قرأ كثيرا في علم النفس حيث إنه بدأ ممارسة الطب بعد التخرج كطبيب نفسي وعقلي إلا أنني أعتقد أن الخيال قد غلب عليه في موضوع عبدالناصر كما غلب عليه عقب حرب أكتوبر التي انتصرت فيها مصر علي إسرائيل انتصارا لاشك فيه, لكنه شكك في كيفية حدوث الثغرة التي عبرت بها إسرائيل إلي الضفة الغربية مما أثار عليه عاصفة من السخط والاستياء تداركها بالنفي.وذكرت له أن عبدالناصر كان يتناول مني الدواء ويبتلعه دون أن يسألني عن ماهيته وأنه لم ينقل أو يغير أحدا ممن يعملون معه سواء في السكرتارية الخاصة أو مكتبه أو حتي في منزله وهذا ينفي تماما أنه يشك أو يرتاب بدون مبرر فيمن حوله لكن يبدو أن الدكتور يوسف إدريس لم يكن علي استعداد لأن يفكر فيما قلته أو يناقش الموضوع, وعموما فإن رأيه كان رأي كاتب قصص ولم يكن رأي طبيب.أما الطبيب الرابع فهو كاتب هذه السطور.. وهو طبيب مؤهل للكتابة عن صحة عبدالناصر, فهو أولا طبيبه الخاص في سنواته الأخيرة وقد كشف عليه مئات المرات وأشرف علي علاجه وانتقل معه في كل مكان ولم يحضر طبيب لمقابلته أو يعمل له تحليلا أو أشعة أو علاجا طبيعيا ولم يكن حاضرا ولم يأخذ دواء أو علاجا عن غير طريقه وكان مسئولا أمام مجموعة من أكبر أساتذة ذلك الزمان الذين كانوا يشرفون علي علاج عبدالناصر وهو أيضا حاصل علي دكتوراه الباطنة العامة التي تجعله مؤهلا لتشخيص وعلاج أمراض النفس والجسم وهو أيضا يخلو من العوامل الذاتية فلم يحصل علي ترقية أو علاوة استثنائية أو مكافأة علمية أو مادية في عهد عبدالناصر وهو لا يبادر بالكتابة, لكن يرد علي من يتطوعون للكلام أو الكتابة عن عبدالناصر عن بعد دون أن يكون لأي منهم دور في الكشف عليه أو علاجه وهذا واجب عليه من أجل الحقيقة والتاريخ.ولمن يريد أن يعرف تاريخ عبدالناصر الشخصي والصحي في سنواته الأخيرة أقول: إن البساطة هي السمة المميزة لجمال عبدالناصر في مسكنه وملبسه وطعامه كما أنه كان قوي الذاكرة ومن النوع الذي يقرأ بالصفحة وهي الذاكرة الفوتوغرافية كما أنه كان منظما يحب النظام ويحرص عليه وكانت مواعيده في غاية الدقة وكان يتسامح في الخطأ غير المقصود وكانت رياضته المفضلة لعب التنس, وكان يفكر بصورة طبيعية ويتميز بقوة الشخصية.وقد أصيب بمرض البول السكري وحدثت مضاعفاته الحادة من ظهور الأسيتون والهزال ونقص الوزن بعد هزيمة يونيو1967, ثم أصيب بمضاعفاته المزمنة في الجهاز العصبي بالتهاب جذور الأعصاب والأعصاب الطرفية ثم أصيب بمضاعفاته في الجهاز الدوري مع ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول فأصيب بأزمة قلبية قبل وفاته بعام ومع ذلك استمر يبذل جهودا غير عادية فاقت قدراته الصحية إلي أن نفد رصيده الصحي فأصيب بالأزمة القلبية الثانية التي سببت الصدمة القلبية نتيجة تلف أكثر من40% من عضلة القلب وتوفي إلي رحمة الله تعالي ومن المعروف أن50% من وفيات انسداد الشريان التاجي تحدث خلال ساعة أو ساعتين وأن وفيات انسداد الشريان التاجي للمرة الثانية في مرض السكر أربعة أضعاف عددهم في غير مرضي السكر.ومن جديد تتردد الأقوال عن موت جمال عبدالناصر بالسم علي أساس وجود مؤشرات علي أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا عازمتين علي التخلص منه.وقد قيل حديثا إن جمال عبدالناصر سمع حديثا مسجلا في السفارة الأمريكية بواسطة المخابرات المصرية بين مسئول أمريكي وآخر إسرائيلي جاء فيه ضرورة التخلص من جمال عبدالناصر بالسم أو بالمرض. فهو إذن كان يعرف بنية الولايات المتحدة وإسرائيل وهو بالتالي وكإجراء منطقي قد راجع إجراءات الأمن الخاصة بتأمين حياته. ولكن ادعاءات التفوق الأمريكي التي وصلت إلي ادعاء القدرة علي اكتشاف لون ونوع الثياب الداخلية لأي إنسان عن طريق الأقمار الصناعية( وهو ما لم يحدث) لا تعجز عن ادعاء وجود سم متخصص في إحداث النوبة القلبية( وهو غير موجود).وليست المشكلة أن يكون هناك سم ولكن المشكلة أن يصل إلي جمال عبدالناصر الذي لم يكن يشرب أو يتناول شيئا في الخارج إلا ما تم عمله داخل منزله.وأخيرا يجب أن نحترم رأي ثلاثة أطباء اختارهم جمال عبدالناصر ووثق فيهم وفي علمهم وخبرتهم, وذكروا أن الوفاة نتيجة أزمة قلبية متكررة.* نقلا عن جريدة الاهرام المصرية | |
|