الدولة : عدد المساهمات : 947تاريخ التسجيل : 01/11/2009
موضوع: ذكرى سليمان خاطر المجند الذى قتل 7 إسرائيليين الأربعاء 06 أكتوبر 2010, 2:58 pm
الشهيد المصرى سليمان خاطر
"أنالا أخشى الموت ولا أرهبه فهو قضاء الله وقدره، لكنى أخشى أن يؤثر الحكمعلى زملائى ويصيبهم بالخوف ويقتل فيهم وطنيتهم"..هذه آخر الكلمات التىوجهها سليمان خاطر المجند المصرى أثناء محاكمته فى 28 ديسمبر 1985، بعد 84يوما من الحادث الذى جعل سليمان محمد عبد الحميد خاطر - الشاب الشرقاوى –ذو الـ 24 عاما محط أنظار المصريين ووسائل الإعلام. لم يعش كثيرا ليسمعالأصوات الممجدة له ولم ينتظر ليشهد حلم حياته برحيل العدو عن تراب وطنه،فمع صباح يوم 7 يناير 1986 فارقت روح سليمان بلده وتحررت من سجنه ذاهباإلى ربه، فاتحا مسارا جديدا للخلاف بين وصفه بشهيد ومريض نفسى انتحر.
والمفارقة أن يصبح اليوم ذكرى المصرى الذى قتل 7 إسرائيليين كانوا يريدونتجاوز الحدود المصرية، سابقا لذكرى نصر أكتوبر الذى لم تستطع مفاوضاتها أنتسترد حقوق المصريين الذى راحوا شهداء لرصاص العدو الغاشم، ولم يتذكروا 49مصريا مدنيا مثل الإسرائيليون بجثثهم فى المحاجر، أو 250 أسيرا مصريا فىحرب 67 قامت القوات الإسرائيلية بدفنهم أحياء وأموات و150 آخرين دهستهمالدبابات بلا رحمة.
بدأت الأحداث مع مناوبة سليمان الليلية فى رأس برجة بجنوب سيناء، حيث كانيقضى خدمته العسكرية، وفى الظلام شاهد المجند 7 من الإسرائيليين الذينيقتربون من الحدود، صاعدين الهضبة التى تعد موقعا عسكريا تضم أسلحة الجيشالمصرى، كان الإسرائيليون يرتدون ملابس سياح، وبصوت مسموع نادى "ممنوعالمرور" لم يستجيبوا " no passing" استمروا فى الصعود، أطلق رصاصاته فىالهواء لم يهتموا.
لم يتجاوز المشهد دقائق، لم يتحدث سليمان عن هذا اليوم بعد تسليم نفسه سوىما قاله فى المحاكمة، إنه خاف أن يتكرر حادث أخير اخترقت فيه امرأةإسرائيلية الحدود وحصلت على ترددات إشارة لأجهزة خاصة، خاف سليمان من أنيتخطى أحد حدود وطنه، وكان أبرز ما قاله للمحقق " أمال انتم قلتم ممنوعليه ..قولولنا نسيبهم وإحنا نسيبهم".
سليمان الذى شاهد بعينيه أطفالا تقصفهم الطائرات الإسرائيلية فى أبشعجرائمها بمدرسة بحر البقر ولم يكن تجاوز 9 سنوات، رآهم وعاد مفزوعا ، وكانوصف التقرير النفسى الذى صدر بعد الحادث لسليمان بأنه " مختل نفسيا " وأن" الظلام يحول مخاوفه إلى أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز منالفراش فى فزع".
أكد عزازى محمد عزازى الكاتب المصرى فى الفيديو الذى سجلته معه قناةالجزيرة أن سليمان الذى ربطته به علاقة صداقة لم يكن من المناهضينلاتفاقية كامب ديفيد، بل كان يحلم ألا تقدم مصر أى تنازلات، مؤكدا أن قربهمن الحدود الإسرائيلية جعله يرى ما لم يدركه من قبل.
فى جميع الأحوال كان الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة " ظلما" كما يراه أهل سليمان الذين انتظروا الإفراج فلم يأت.
انتحر سليمان على حد قول الطب الشرعى والصحف القومية التى اختلفت فى هذاالوقت على أداة انتحاره، ما بين ملاءة السرير وقطعة قماش تستخدمهاالصاعقة، وفجر رفض الحكومة لإعادة تشريح جثته بناء على طلب أسرتهالمظاهرات فى الجامعات المصرية، ليصفوا سليمان حتى الآن بالشهيد المصرى.