باحثون أمريكيون يكتشفون علاجا جديدا لمرض السكر

خلصت دراسة شارك بها باحثون من جامعة "تكساس ساوث ويسترن" الأمريكية إلى أن
عقار "ريتوكسيماب" المخصص فى علاج الأمراض المناعية مثل التهاب المفاصل
الرثوية، له دور فى إبطاء التلف بخلايا "بيتا" الموجودة بالبنكرياس وذلك
عند مرضى السكرى، حيث يعمل هذا العقار الذى يؤخذ بواسطة الحقن، على تقليص
أعداد الخلايا البائية المناعية التى تسبب حدوث الالتهاب، عن طريق
تدميرها كما يستخدم فى علاج بعض الأورام.

حرص فريق البحث على توضيح أن النتائج لا تشير بأى حال إلى إمكانية استخدام
عقار "ريتوكسيماب" كعلاج لمنع حدوث السكرى أو للشفاء من المرض، أو وقف
حاجة المريض للحصول على جرعات من الأنسولين.

فريق البحث الذى جمع علماء من 14 مركزا متخصصا حول العالم عمد إلى إجراء دراسة
بهدف تقييم تأثير عقار "ريتوكسيماب" على أنسجة البنكرياس عند مرضى السكرى المعتمد
على الأنسولين (النوع الأول).

وشملت الدراسة 81 مريضا ممن تم تشخيص إصابتهم بالمرض خلال وقت قريب (مائة يوم)
من بدء الدراسة، وقد تراوحت أعمارهم ما بين 8 - 40 عاما، حيث تم إخضاع
بعضهم للعلاج بالحقن بواسطة عقار "ريتوكسيماب" بمعدل جرعة أسبوعية واحدة
ولمدة أربعة أسابيع، بينما حصل بقية المشاركين على جرعة من عقار زائف يخلو
من المادة الفعالة التى تتناولها الدراسة.

وجرت متابعة المرضى عامين كاملين من خلال إخضاعهم للفحص الطبى، وإجراء اختبارات الدم المخبرية ذات الصلة بالمرض، كل ثلاثة أشهر.

تشير نتائج الدراسة التى نشرتها دورية "نيو إنجلند جورنال أوف مديسين" إلى
فعالية عقار ريتوكسيماب فى إبطاء التلف الذى يحدث لخلايا بيتا الموجودة
بالبنكرياس، حيث تبين أن المشاركين الذين تلقوا جرعات أسبوعية من هذا
العقار، تمكنوا من إنتاج كميات أكبر من هرمون الأنسولين بواسطة خلايا
البنكرياس، وهو ما أدى لتقليل جرعات يحتاجونها من الأنسولين للتعامل مع
وضعهم الصحى.

ويرى الباحثون أن الدراسة تقدم دليلا على أن الخلايا البائية المناعية
تلعب دورا هاما فى ظهور مرض السكرى المعتمد على الأنسولين، وأن تثبيط تلك
الخلايا بشكل انتقائى قد يمنعها من التسبب بإتلاف خلايا البنكرياس.