مستشار الجامعة العربية: مباريات الأندية العربية تحولت لمعول هدم بين الشعوب.. ووثيقة البث الفضائى فشلت

عمرو موسى أمين الجامعة العربية

أكد معتز صلاح الدين، المستشار الإعلامى
بجامعة الدول العربية، ترحيبه بتبنى المجلس العربى للتربية الأخلاقية
برئاسة الخبير التربوى المصرى الدكتور د.صديق عفيفى، وضع ميثاق شرف للمهن
الرياضية، مضيفا فى محاضرة لطلبة كلية التربية الرياضية بجامعة الأزهر،
بترحيبه بالاجتماع المزمع عقده يوم السبت القادم فى كلية التربية الرياضية
بالإسكندرية الذى سيتم من خلاله البدء فى وضع هذا الميثاق من خلال المجلس
العربى للتربية الأخلاقية، بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والمجلس
الأعلى للجامعات وكليتى التربية الرياضية بالقاهرة والإسكندرية، مؤكداً أن
هذا الإجراء جاء فى وقته ليضع حلاً ولو جزئياً لتدنى الإعلام الرياضى
وتزايد شغب الملاعب.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية سبق أن قامت فى نهاية عام 2008 بوضع
ميثاق شرف الرياضة السعودية، ووقع عليه رؤساء الأندية الرياضية، وكل
العاملين فى الوسط الرياضى، وتضمن التزام الإعلام الرياضى بأن يكون وسيلة
لغرس المفاهيم الأخلاقية فى نفوس الرياضيين بشكل خاص وجميع شرائح المجتمع
بشكل عام.
وأشار معتز صلاح الدين خلال المحاضرة إلى أن مباراة تنس طاولة عام 1972
نجحت فى إعادة العلاقات الأمريكية الصينية، بينما تحولت المباريات العربية
إلى معول هدم بين الشعوب العربية، مستشهداً بما صاحب مباراة مصر والجزائر،
وتسبب فيها القائمون على الإعلام الرياضى غير المؤهلين سواء فى مصر أو
الجزائر وما صاحبها من إحداث عنف مرفوض ضد المصالح الاقتصادية المصرية فى
الجزائر، كما صاحبها تصريحات مرفوضة من قائمين على الإعلام غير المؤهلين فى
البلدين.
وأشاد معتز صلاح الدين بالإعلامى الكبير فهمى عمر الذى كان يقدم التعليق
الإذاعى على مباريات الدورى بكل مصداقية وموضوعية، كما أشاد بالصحفى الكبير
الراحل نجيب المستكاوى الذى ما زالت تعبيراته حتى الآن باقية، رغم مرور
عشرات السنين ومن تعبيراته "الدراويش" و"الشواكيش" و"الفن والهندسة"
و"الشياطين الحمر" وغيرها من التعبيرات المحببه لنا.
وأشار إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أعد مشروع إنشاء مفوضية
للإعلام العربى يتم بحثها بدقة منذ عدة شهور، من خلال وزارات الإعلام
العربية وخبراء فى الإعلام يتمتعون بالاستقلالية، وكذلك أساتذة جامعات
ومنظمات مجتمع مدنى، وستكون هناك اجتماعات لمدة أسبوع تتواصل خلال الفترة
من 2 إلى 7 مايو القادم، من خلال اللجنة الدائمة للإعلام العربى، تمهيداً
لعرضه على وزراء الإعلام العرب، وسوف يتبع المفوضية المرصد الإعلامى العربى
الذى يتابع تطبيق المبادئ المهنية للإعلام العربى التليفزيونى والإذاعى
عبر الفضاء، ويتبع هذا المرصد وحدة بحوث الجمهور ومكتب معلومات الإعلام
الفضائى وقسم الرصد الإخبارى.
وأشار المستشار الإعلامى معتز صلاح الدين إلى أن مفوضية الإعلام العربى
راعت الملاحظات السابقه بشأن وثيقة البث الفضائى التى فشلت لكونها خرجت عن
حكومات فقط، لكن الوضع مختلف بالنسبة للمفوضية التى ستكون نتاج حوار ونقاش
إعلامى يجمع بين مسئولين رسميين وإعلاميين ومفكرين عرب مستقلين، وسيترجم
هذا الحوار من خلال إجراء التعديلات على مشروع مفوضية الإعلام العربى.
وقال معتز صلاح الدين إن الكثيرين قد يذهلون عندما يعلمون أن الولايات
المتحدة الأمريكية لديها المفوضية الفيدرالية للاتصالات FCC المفوضة من
الكونجرس لممارسة اختصاصين رئيسيين، الأول منح التراخيص للمحطات
التليفزيونية، وتجديد هذه التراخيص وسحبها سحباً مؤقتاً أو نهائياً، أما
الاختصاص الثانى وضع ومراجعة معايير صلاحية المواد التليفزيونية والإذاعية
البرامجية منها والإعلانية ومتابعة تطبيق هذه المعايير من جانب المحطات،
وتتألف هذه المفوضية من 5 مكاتب يشرف على كل منها مفوض، ويتم تعيين
المفوضين الخمسة بناء على ترشيح من الرئيس الأمريكى بشرط مصادقة مجلس
الشيوخ على كل منهم، وقد طورت المفوضية منهجية لوضع المعايير والضوابط
المنظمة للبث والاستقبال الإذاعى ويحق لكل مواطن الاعتراض لدى المفوضية على
طلب أية محطة تليفزيونية أو إذاعية تجديد ترخيص تشغيلها خلال مدة لا تقل
عن شهر قبل موعد انتهاء ترخيصها وتلزم المفوضية كل محطة بإذاعة إعلان عن
موعد نهاية ترخيصها وتنبيه مشاهديها أو مستمعيها إلى الموعد النهائى لتقديم
اعتراضاتهم إلى المفوضية.
وقال صلاح الدين إن المفوضية الفيدرالية للاتصالات وضعت ضوابط ضد التشهير
والقذف وضوابط ضد مناصرة مرشح ضد آخر، وكذلك تتعامل مع المحتوى البرامجى
الفاحش والبذىء والخادش للحياء وضوابط للمسابقات والتعامل مع إذاعة معلومات
كاذبة وبرامج اليانصيب، وكذلك وضعت ضوابط مشدده لإذاعة المكالمات الهاتفية
على الهواء، بحيث لا يمكن إذاعة تلك المكالمات إلا بعد إخطار المتحدث
بأنها ستذاع على الهواء.
كما طالب معتز صلاح الدين مالكى القنوات الفضائية العربية بوضع ميثاق شرف
إعلامى، فيما بينهم والتوقيع عليه والالتزام به أيضاً، ليتكامل ذلك مع دور
مفوضية الإعلام العربى المزمع إنشاؤها التى من المتوقع أن يتم إقرارها خلال
اجتماع استثنائى لوزراء الإعلام العرب فى أكتوبر القادم.